Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!
الدنيا أخبار
أخبار الوطن
عقول تتفتح

الضمير العربي.. ومصداقية نانسي عجرم

انتظرنا كثيراً وربما بتلهف إلي عرض أوبريت الضمير العربي خاصة بعد الحملة الدعائية الضخمة التي سبقته. وبعد عرضه انتظرت طويلاً قبل أن أكتب هذه الكلمات متمنياً أن تسنح لي الفرصة للقاء الأستاذ أحمد العريان لمناقشة مشروعه الكبير هذا. لكن محاولاتي باءت بالفشل رغم وعود كثيرة من عدد من الأصدقاء والزملاء بترتيب لقاء معه. لكن مشاغل الحياة حالت دون ذلك وأنا أقدر لهم ذلك.
لا شك أن العمل الذي قدمه الأستاذ أحمد العريان يدل علي أن جهداً كبيراً قد بذل إضافة إلي الوقت والمال. وهو قد عودنا علي المشروعات الفنية الضخمة التي تحمل هموم الأمة في محاولة لخلق حالة من الإحساس بما يجري علي أرض الواقع وما يحاك لهذه الأمة من مؤامرات ومخططات. وهذا في رأيي هو الهدف الأسمي للفن. الذي كان منذ نشأته وبكافة أشكاله وسيلة للترفيه علي مر العصور سواء من جانب الفنانين أم من جانب الجمهور أو هكذا ينظر إليه.
والمهم في الأمر هو كيف تجعل من الفن قضية توصل من خلالها رسالة إلي ضمير العالم علي جميع المستويات وتصنع به رأياً عاماً؟
ولكن مع هذا كله فإن لي معه وقفات رأيت من واجبي المهني والإنساني أن أقف عندها.
رغم كل ما أسلفت عن الفن ورسالته لكن حين يتعلق ذهن المشاهد بفن اسمحوا لي أن أسميه "هابطاً" ارتبط بهذا الفنان أو تلك الفنانة من خلال أغاني الفيديو كليب فهنا يكون من الصعب بمكان أن يغير المتلقي هذه النظرة بسهولة بين ليلة وضحاها. فمشاهد العري لاتزال في الذاكرة وهي ترفض أن تزاحمها مشاهد أخري كالتي يتغني بها الفنانون أنفسهم في أوبريت الضمير العربي وهي مشاهد القتل والدمار التي تتعرض لها الأمة.
وبصراحة فإن الشاب العربي لم يتعود بل لم يتوقع أن يسمع من "نانسي عجرم" هذا النوع من الفن. وربما يخيل إليه أنه من قبيل الاستهزاء بمشاعر الأمة وقضاياها. وكما قال لي أحد الشباب معلقاً علي الأمر "أنا لا أنتظر من نانسي عجرم أن تقول لي مات الضمير العربي". وأنا أسأل: "هو مين اللي موت ضميري غيرك؟!" وهذا رأيه وعلينا احترامه.
نعم علينا أن نواجه هذه الحقيقة بكل شجاعة فإن الشاب كان صادقاً فيما قال. فنحن ربيناه خلال عقد من الزمان أو يزيد علي فن هابط ليست فيه أية رسالة تذكر وإنما فن خلف جيلاً مائعاً بعيداً عن قضايا أمته.. فلا نأتي الآن ونلومه علي كلامه هذا.. فالتحول الذي شاهده في الخطاب كانت جرعته كبيرة عليه ربما لم يتحملها ولذلك قال ما قال.
إضافة إلي ذلك فقد تم إغراق المشاهد المسكين خلال مدة عرض الأوبريت بكمية كبيرة من مشاهد الذلة والهوان كانت مختارة بعناية وكنا نحن والمشاهد في غني عنها فالأمة لا تنقصها هذه الصور لتعرف إنها في ذل وهوان ومثل ما يقول المثل "إلي فينا مكفينا. والسؤال لماذا تم اختيار هذه المشاهد عوضاً عن غيرها بينما لم تكن جرعتها بذات الحجم في الحلم العربي؟
من هنا أستطيع القول بان الأستاذ العريان لم يقدم لنا خلال الأوبريت إلا "العجز" عجز في الكلمات واللحن إضافة للعجز في الصور. فبدا كما لو كان "عاجزاً" عن تقديم أي شيء إلا العجز.

الرئيسية

اتصل بنا

الاقتصاد
حوادث وقضايا
الرياضة
فنون
رأي ورأي
تواصل معنا