كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية أمس النقاب عن وجود خطة أمريكية سرية لابقاء العراق تحت السيطرة العسكرية الدائمة.. قالت الصحيفة انه يجري حاليا التفاوض في بغداد حول صفقة سرية ستجعل الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق دائما وبلا نهاية بصرف النظر عن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل.
وأكدت الصحيفة ان تفاصيل هذه الاتفاقية تسربت اليها من مصادر موثوقة.. مشيرة الي انه من المحتمل ان تؤدي شروط الاتفاقية الي أحداث أثر سياسي هائل يشبه الانفجار في العراق. وأضافت الصحيفة ان المسئولين العراقيين يخشون ان تؤدي الاتفاقية الي زعزعة استقرار وضع العراق في الشرق الأوسط وايضا الي وضع الأساس لنزاع لا ينتهي في بلدهم وبموجب هذه الاتفاقية ستحتل القوات الأمريكية قواعد دائمة وتنفذ عمليات عسكرية وتعتقل عراقيين كما تشاء ويتمتع الجنود الأمريكيون بالحصانة.
وأضافت الصحيفة قائلة غير ان الاتفاقية تهدد ايضا باثارة أزمة سياسية داخل الولايات المتحدة فالرئيس بوش يريد انجازها بحلول نهاية الشهر القادم حتي يتسني له الاعلان عن نصر عسكري وحتي يزعم ان قراره غزو العراق عام 2003 له ما يبرره وله اسبابه.
غر ان الوجود العسكري الأمريكي الدائم في العراق والاستيطان طويل المدي في هذا البعد يتعارض مع وعود المرشح الديمقراطي باراك اوباما بسحب القوات الأمريكية اذا تم انتخابه رئيسا في نوفمبر المقبل.
وأوضحت الصحيفة ان توقيت الاتفاقية من شأنه ان يعزز المرشح الجمهوري جون ماكين الذي يزعم ان الولايات المتحدة علي وشك تحقيق النصر في العراق ويقول ان اوباما في حالة فوزه سيطيح بهذا الانتصار بسحب مبكر وقبل الأوان للجنود الأمريكيين.
وقالت الصحيفة ان واشنطن نفت مرارا ان تكون لديها رغبة في اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق لكن هذا النفي لا يعدو ان يكون ذريعة وحيلة تكتيكية فواشنطن تريد السيطرة علي المجال الجوي العراقي تحت 29 ألف قدم وتريد الحق في مواصلة حربها علي الإرهاب في العراق وتريد الحق في اعتقال من تشاء وشن عمليات عسكرية دون التشاور مع الحكومة العراقية وتريد الاحتفاظ ب 50 قاعدة عسكرية والحصانة لكل جنودها.
وأكدت الصحيفة ان بوش عاقد العزم علي ارغام الحكومة العراقية علي توقيع ما يسميه التحالف الاستراتيجي مع العراق دون تعديل.
وتحتفظ الولايات المتحدة حاليا ب 151 ألف جندي وحتي بعد الانسحاب المقترح الشهر القادم سيبقي لها 142 ألف جندي.
وحذر المرجع الديني الشيعي الأعلي في العراق علي السيستاني من مغبة اتفاقية تشكل انتهاكا لسيادة العراق وطالب بأن تتضمن الاتفاقية مراعاة 4 نقاط هي السيادة الوطنية والشفافية والاجماع الوطني وان تعرض علي البرلمان.
ارتفاع حصيلة القتلي
علي صعيد الوضع الأمني اعلنت الشرطة العراقية ان حصيلة انفجار السيارة المفخخة الذي وقع بمنطقة الكرادة شرقي بغداد مساء أمس الأول ارتفع علي عشرة قتلي و64 جريحا.. وكانت الحصيلة الأولية قد ذكرت ان عدد القتلي 3 المصابين ستة.
أول وزير خليجي ببغداد
وفي تطور آخر وصل وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الي بغداد في أول زيارة يقوم بها وزير خليجي للعراق منذ الغزو.
وتتركز المباحثات التي بدأها الوزير الاماراتي مع نظيره العراقي هونيار زيباري علي تطوير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين والعمل علي إعادة فتح السفارة الاماراتية في بغداد.
وتوفي الصبي العراقي عباسي خادم بين ذراعي أبيه وهو واحد من 11 عراقيا قتلتهم قوات الاحتلال الأمريكية في حملة صارمة علي الشيعة شرقي بغداد.
وذكرت القوات الأمريكية أن خادم كان واحدا من مجموعة خاصة تتألف من 11 مجرما وهو تعبير تستخدمه لوصف المقاتلين الذين تسلحهم وتدربهم وتمولهم إيران وكانوا يحاولون زرع قنبلة علي جانبي الطريق عندما قتلتهم القوات الأمريكية بينما يقول والداه إنه كان ذاهبا إلي الجامعة عندما أطلق الجنود الأمريكيون النار عليه.
وتعيش أسرة خادم في حي العبيدي ذي الأغلبية الشيعية والذي لجأ إليه اتباع الزعيم الشيعي مقتدي الصدر بعد طردهم من مدينة الصدر.
وفي كامب بندلتون بولاية كاليفورنيا برأت محكمة عسكرية الملازم اندروجرايسون "27 عاما" بالمشاة البحرية الأمريكية من تهمة التستر علي قتل 24 عراقيا في مدينة الحديثة غرب العراق عام .2005
جاء في الحكم أن هيئة المحلفين قضت بتبرئة جرايسون وذلك بعد مداولات استمرت أقل من يوم فيما يسمي بمجزرة حديثة التي تعتبر واحدة من اسوأ جرائم الحرب التي تؤخذ علي الجيش الأمريكي بالعراق.
